دمشق ، مكتب دمشق الإعلامي :
لم يعد خاف على أحد ممن يعيش داخل سورية أو خارجها بأن الدولة السورية تعيش حالة من الإنحطاط المالي و الأوضاع الاقتصادية المتردية في ظل الصراع السياسي الدائر منذ عامين
ونصف و الذي ألقى بظلاله على معيشة المواطن و الحياة بشكل عام .
فرغم أن النظام السوري يحاول مراراً أن يظهر تمسكه القوي بالسلطة إلا أنه لم يعد يستطيع أن يخفي انحطاطه الاقتصادي الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم .
مما تسبب بتغيرات اقتصادية شملت قطاع الطاقة مروراً بالعملات و انتهاءاً بالأمور المعيشية ..
بنظرة خاطفة لوضع السوق السورية نلاحظ التخبط الكبير الذي تشهده العملات الأجنبية وعلى رأسها الدولار الذي أغلق سعره اليوم في أسواق دمشق إلى 149 شراء ، 150 مبيع مقابل الليرة السورية ليكون بذلك قد بلغ أعلى مستوى له منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري أي ما يقارب ثلاثة أضعاف السعر الأصلي قبل بدايتها .
في الوقت ذاته تقوم عناصر الأمن التابعة للنظام السوري باعتقال الصرافة المسؤولين عن بيع وشراء الدولار في السوق السوداء وسجل عدة حالات اعتقال في منطقة الحريقة و ما حولها بحجة تلاعبهم بسعر الصرف ، مما ساهم بشكل كبير في ارتفاع الدولار ، ويؤكد التجار إلى أن الوضع إذا ما استمر على هذه الشاكلة فسيؤدي إلى انهيار الليرة السورية .
ونعرج إلى قطاع الطاقة حيث لوحظ ارتفاع جديد بسعر مبيع مادة البنزين حيث أصبحت من المواد التي يصعب الحصول عليها بالنسبة للمواطن السوري مع تسعيرة جديدة طرحتها وزارة الاقتصاد " 80 ليرة سورية لليتر الواحد " بعد ارتفاعها للمرة الثانية خلال النصف الأول من العام الحالي .
أما عن أسطوانات الغاز فقد ارتفع سعرها لتصل إلى 2800 ليرة سورية للأسطوانة الواحدة في حال توفرها ، حيث اعتمدت الكثير من العائلات السورية على الكهرباء في الإستخدامات المنزلية بعد هذا الإرتفاع .
معيشياً تشهد أسواق دمشق بشكل عام حالة من الغليان الإقتصادي في جميع منتجاتها مروراً بسعر الخبز حتى الخضراوات وا للحوم و المواد الأساسية حتى أنها بلغت ضعف سعرها في كثير من الأحيان .
هذا التدهور الاقتصادي انعكس وضعه على المواطن السوري الذي بات يبحث أولاً وأخيراً عمّا يسد رمقه ورمق أطفاله قبل كل شيء ، وخصوصاً بالمناطق الساخنة التي تعيش أوضاعاً مآساوية في ظل الحصار المطبق عليها من قبل قوات النظام السوري .