مكتب دمشق الإعلامي - خاص:
أثارت حملة سحب الاحتياط، التي تشنها قوات الأسد منذ حوالي الأسبوعين، الخوف في الأواسط الدمشقية، وتصدرت قائمة اهتمامات المواطنين، وكثرت الأسئلة والقصص حولها، بين محلل، محذر، ومختبئ من حمالات الاعتقال.
تطمينات غير مجدية:
لم تفلح تطمينات نظام الأسد، التي جاءت على لسان رئيس شعبة التجنيد، عماد الياس، في إخماد موجة القلق التي اجتاحت الشباب.
حيث أكد الياس أن أي شاب يحمل تأجيلاً دراسياً ليس باستطاعة أي دورية إيقافه، مشيراً إلى عمر التكليف من ال 18 إلى الـ42.
بينما خالف ناشطون كلام العقيد، مؤكدين أن عدة عمليات اعتقال بحق شبان يحملون تأجيلاً دراسياً، شهدتها بعض مناطق دمشق، وضواحيها.
وأكد إعلام النظام، أن هناك لائحة بأسماء معينة مطلوبين للإحتياط وهم متهربون من أداء الخدمة "وستستمر الحملة لضبط هؤلاء" حسب تعبير ضابط تابع للنظام.
مفسراً حصول اعتقالات بحق شبان يحملون تأجيل عسكري، بأنها أخطاء فردية، وأنهم وبعد وصولهم لمركز التجميع تتم إعادة أوراقهم إليهم والسماح لهم بممارسة حياتهم الطبيعية.
الإحتياط يطال موظفي الدولة:
يأتي هذا في وقت، عممت حكومة الأسد، بتوجيه من "وزارة الدفاع"، بياناً على الجهات والمؤسسات الحكومية، طلبت فيه موافاة وزارة الدفاع بقوائم تتضمن أسماء العاملين الذكور في القطاع العام، والجهات التابعة لها، الذين هم في سن التكليف الإلزامي والإحتياط، مابين الـ 18 إلى 42 سنة، و18 إلى 46 سنة.
ويدعو البيان، أن تتضمن القوائم، معلومات كافية مع رقم البطاقة الشخصية ودفتر العلم، لتحال إلى تحقيق أحكام خدمة العلم بحق المتخلفين عن الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، خلال مدة أقصاها عشرة أيام، على أن تجدد هذه القوائم كل ستة أشهر وترسل إلى الإدارة العامة "لوزارة الدفاع" مع كافة التبدلات للأنشطة الوظيفية.
وحذر البيان من امتناع العاملين عن تقديم البيانات المطلوبة، لافتاً إلى أنه سيعرضهم للعقوبات الشديدة.
مواقع التواصل منصة لنقل الواقع بطريقة ساخرة:
من جهة أخرى، تناول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الإجتماعي، حملة سحب الاحتياط، بقالب كوميدي ساخر، ناقلين الواقع المؤلم بقالب هزلي، ومحاولين إيصال فكرة عن مساوئ هذه الحملة.
"فدمشق كوكب للبنات فقط" كتب أحدهم، كدليل على خلو شوارع العاصمة من الشبان خوفاً من الاعتقالات و "جنة الشباب منازلهم" كتب آخر، مشيراً إلى خطر خروج فئة الشباب إلى الشوارع.
بينما تداول العديد منهم، صورة لشاب وضع الحجاب وقرر الذهاب إلى العمل، ساخراً من الحملة التي جعلت الشباب تخاف الخروج من منزلها.
الحملة تؤثر على كل نواحي الحياة الاجتماعية:
وأكد الشاب، عمار، "لمكتب دمشق الإعلامي" أن حملة سحب الإحتياط إلى الجيش لا تؤثر على الشبان فقط، وإنما على المجتمع بأكمله.
مضيفاً أن النظام يهدف من حملته هذه، إخلاء دمشق من الشباب لتبقى تحت سيطرته بالكامل، إضافة لأنه حاربهم سابقاً بعدة طرق، قائلاً: "اليوم لن تجد بيت في دمشق،لم يفقد أحد شبابه، إما في المعتقلات أو استشهد، أو مهجر، أو مطلوب للاحتياط، ومن تبقى إما طالب جامعي أو شبيح".
وترى سيما، إحدى قاطنات العاصمة دمشق، أن حملة سحب الاحتياط، ذات أبعاد اجتماعية خطيرة، تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على تركيبة المجتمع، حيث ستزداد حالات العنوسة، وتقل الأيدي العاملة، وهذا ما يؤثر على الإقتصاد أيضاً.
من الشوارع إلى الجبهات الساخنة:
وكانت مجموعة "شاهد عيان سورية" قد نقلت خبراً عن وفاة الشاب (أنس عرابي)، بعد اعتقاله من حي المزة، وسوقه إلى خدمة الإحتياط قبل 25 يوم، ليعود إلى أهله جثة هامدة.
ويعتبر أنس، واحداً من عشرات الحالات، لشبان سحبوا إلى الإحتياط، ليعودوا إلى أهلهم جثة هامدة، حيث يعمد النظام لوضع الشباب على الخط الأول من الجبهات الساخنة، كغطاء بشري.
وتداول ناشطون صور لبطاقات شبان، سحبوا حديثاً إلى الجيش، حيث لقوا حتفهم على الجبهات.
يشار إلى أن نظام الأسد، وزع على الأفرع الأمنية قائمة بأسماء 80 ألف شاب مطلوب لخدمة الاحتياط في الجيش، قبل حوالي الشهر، حسبما كشف مصدر من "هيئة الأركان العامة"، لـ"مكتب دمشق الإعلامي".