الرئيسيةدمشقاقتصادمن ينقذ المواطن من فحش الغلاء !

من ينقذ المواطن من فحش الغلاء !

الأحد, 20 تشرين1/أكتوير 2013 23:02

دمشق ، مكتب دمشق الإعلامي :


 بوجهٍ مذهول وترددٌ واضح يُخِرج أبا أحمد آخر ما تبقى له من الراتب الشهري ويقدمه للمحاسب مقابل بعض الحاجيات الغذائية التي كان قد ابتاعها من المؤسسة الاستهلاكية. يخرج من
ذاك المكان المزدحم وهمُّه وهمُّ أطفاله الخمسة يزداد يوماً بعد يوم وخاصة مع قدوم فصل الشتاء وازدياد مصاريفه ومواصلة الأسعار ارتفاعها دون رحمة.

 
حال أبو أحمد لم يكن أفضل حالاً من بقية المواطنين المصطفين اليوم في طابور المؤسسة الاستهلاكية الذي امتد لما يقارب الثلاثين شخصاً .
 

 فلم تفلح الوعود التي توجهها الحكومة السورية للمواطنين في نقص أسعار المواد الغذائية ، ولم يكن لانخفاض سعر الدولار مقابل الليرة السورية أي أثر على أسعار المواد الاستهلاكية التي أصبحت أسعارها تختلف بين الثانية والأخرى ، وكأنها في سباق مع الزمن .

 فمنذ أكثر من سنة وحتى اليوم سجلت أسواق دمشق أعلى ارتفاع لها على جميع الأصعدة بدءاً من سعر المواد الغذائية الأساسية إلى أسعار الخضار والفواكه والمحروقات والمواد الطبية وحتى الألبسة والمواد المدرسية .

حتى أصبح الوضع المعاشي أصعب مما قد يتحمله راتب المواطن السوري الذي يقدر كحد وسطي بـ 20000 ليرة سورية أي مايعادل 114 دولار ويشتكي أغلبهم من قلة دخلهم أمام الارتفاعات الجنونية في الأسعار.

وقد عزى التجار سابقاً ارتفاع الأسعار بارتباطها بسعر صرف الدولار الذي كان قد وصل خلال الأشهر الماضية إلى 300 ليرة سورية كأعلى مستوى له إلا أن هذا السبب تبدد اليوم مع الإنخفاض الذي شهده سعره خلال الأيام القليلة الماضية والذي سجل اليوم في أسواق دمشق 173 مبيع - 168 شراء.

عند تجولك في الأسواق السورية ، بإمكانك ملاحظة كثرة " البسطات " التي فرضتها الأزمة التي يعيشها السكان كما يتبين لنا بأن أسعار المواد عند هؤلاء الباعة تقل بنسبة 20 بالمئة عن أصحاب المتاجر والمحلات لأسباب تتعلق برخصة المحال والضرائب المفروضة عليها كما يقول مالكو هذه المتاجر.

 وكانت الحكومة السورية قد سمحت باستيراد العديد من أنواع المواد الغذائية الزراعية والحيوانية كالبطاطا و البيض والدجاج واللحوم بالإضافة للقمح , في محاولة منها للسيطرة على الأسواق والارتفاع الجنوني للأسعار دون أي جدوى.

 فما تزال أزمة الخبز تنتشر في المخابز الدمشقية وخاصة مع انقطاع هذه المادة عن الريف الدمشقي بشكل كامل نتيجة الحصار ، حتى أصبحت تحتاج للوقوف من ساعتين إلى أربعة ساعات حتى تتمكن من الحصول على ربطة خبز واحدة .

أما عن أسعار المحروقات فيتوقع محللون اقتصاديون ارتفاع سعر مادة المازوت مع قدوم فصل الشتاء والذي يباع اليوم للمواطنين بسعر 61 ليرة لليتر الواحد ، وخصوصاً بعد الارتفاع الذي شهدته مادة البانزين في الفترة الماضية والذي بلغ 100 ليرة سورية لليتر الواحد. أما عن أسطوانة الغاز فقد بلغ سعرها 1300 ليرة سورية .

وأصبحت النكتة التي يتبادلها السوريون فيما بينهم حقيقة عندما تسأل أحدهم عن سعر مادة ما ، يرد عليك ساخراً ... قبل السؤال أم بعده؟
 وفعلاً فإن بعض المواد أصبحت أسعارها تختلف من ساعة إلى أخرى!

مع هذا الارتفاع الكبير للأسعار في دمشق يبقى المواطنون داخل دمشق يعزون أنفسهم بتوافر المواد الأساسية وتمكنهم من الوصول إليها في وقت يعيش أهالي الريف الدمشقي وأحياء دمشق المحررة حصاراً خانقاً وندرةً في هذه المواد بالكامل.




قائمة بأسعار السلع الاستهلاكية في أسواق دمشق ليوم الأحد 20/10/2013
 

 

   


مكتب دمشق الإعلامي



 

 
 
تم قرائته 2922 مرات آخر تعديل في الأربعاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2013 15:45

رأيك في الموضوع

شاركنا بتعليق

برنامج المكتب على الأندرويد

« أكتوبر 2023 »
اثنين ثلاثاء الأربعاء خميس جمعة سبت الأحد
            1
2 3 4 5 6 7 8
9 10 11 12 13 14 15
16 17 18 19 20 21 22
23 24 25 26 27 28 29
30 31          

كن دائماً على تواصل معنا