دمشق، مكتب دمشق الإعلامي:
حالة من الترقب والتأهب والحذر اعترت أهالي مدينة دمشق منذ الصباح، ومتابعة حثيثة من الأوساط الإعلامية لكل من طرفي النظام السوري والمعارضة، بانتظار جيش الإسلام لتنفيذ تهديداته باستهدافه العاصمة دمشق بمئات الصواريخ.
لم يكترث معظم سكان دمشق بالتحذير الذي وجهه قائد جيش الإسلام "زهران علوش" منذ ثلاثة أيام، والذي حذر بموجبه من التجول أو الخروج إلى الوظائف أو الطرقات اعتباراً من اليوم الأحد خلال الدوام الرسمي، لاسيما أن الأيام الماضية شهدت سقوط صواريخ على حي الـ86 الموالي للنظام في المزة من غير تحذير من قبل جيش الإسلام، وعلى عكس المتوقع فقد كانت الحركة صباح اليوم في شوارع العاصمة طبيعية، وازدحام معتاد شهدته معظم الشوارع الرئيسية، ورغم تغيب بعض طلاب المدارس والموظفين عن عملهم إلا أن نسبة انتشار الطلاب في المدينة كانت كبيرة إلى حد ما.
طائرات استطلاع و طائرات حربية لم تهدأ في سماء الغوطة الشرقية قبل ظهر اليوم، وفي ضربات استباقية شنت العديد من الغارات الجوية على كل من دوما وزملكا وجوبر وزبدين موقعة عشرات الجرحى بين المدنيين، على الرغم من عدم سقوط أي صاروخ على العاصمة صباحاً.
و تواردت أنباء غير مؤكدة عن استهداف مشفى تشرين العسكري في حي برزة بصاروخين، ونفى الخبر ناشطون من المنطقة، لتؤكد بعدها مصادر في جيش الإسلام أنها لم تباشر بعملية استهداف دمشق.
في حين سجل سقوط قذيفة واحدة صباحاً بين ساحتي عرنوس والشهبندر بدمشق، أسفرت عن وقوع عدد من المصابين بين المدنيين.
الساعة 02:25 عصراً كانت بداية عملية جيش الإسلام، حيث بدأت الصواريخ بالتساقط على مدينة دمشق، بمعدل ثمانية لعشرة صواريخ في كل دفعة،
و تعدى عدد الصواريخ الـ 40،فضلاً عن القذائف، وتوزعت أماكن سقوطها على كل من المناطق التالية:
ساحة العباسيين ومحيطها، حي المزرعة ومحيطه، منطقة الفيحاء بركن الدين، مركز البحوث العلمية و حي عش الورور في برزة، السبع بحرات والمحافظة وعرنوس وسط دمشق، حيَّا أبو رمانة وكفرسوسة، مناطق الجمارك والأمويين،أحياء المالكي والمهاجرين والمزة، منطقتا السومرية وضاحية الأسد قرب دمشق.
أسفرت بعضها عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وذكرت مصادر موالية للنظام عن سقوط قتلى دون ذكر أسمائهم، كما أدى القصف لأضرار مادية بالسيارات وبعض المنازل، واندلاع عدة حرائق كان إحداها حريق سيارة قرب محطة وقود العباسيين.
في حين توجهت سيارات الإسعاف للعديد من المناطق المستهدفة، ولوحظ توافد كثيف لسيارات الإسعاف إلى المشفى العسكري (601) قادمة من حي الـ 86 في المزة، تزامنت مع إطلاق رصاص من قبل قوات الأسد لإفساح الطريق أمامها.
أكدت لنا مصادر في جيش الإسلام أن هدفها مناطق أمنية وعسكرية لقوات النظام داخل دمشق، وليس المدنيون فيها كما يشيع إعلام الأسد، ولكن من الجدير بالذكر أن مدينة دمشق تعرف بتركيبتها المختلطة، حيث تقع المراكز الأمنية بين لأبنية السكنية ومناطق المدنيين، وهذا مايبرر وقوع القتلى والجرحى نظراً للأخطاء النسبية في دقة إصابة الصواريخ المحلية الصنع.
ترافقت حملة شن الصواريخ مع تحليق طيران النظام الحربي في سماء دمشق وريفها، وشنه غارتين على دوما، وغارة على زملكا، أسفرتا عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، ثلاثة منهم في زملكا واثنان في دوما، فضلاً عن عشرات الجرحى.
عدة صواريخ أصابت حيا الـ86 والمزة المتصلة قبل غروب الشمس، أعلن بعدها قائد جيش الإسلام "زهران علوش" رفع حظر التجوال في شوارع دمشق حتى إشعار آخر عبر تغريدة نشرها على حسابه في موقع تويتر.
مقطع فيديو نشره جيش الإسلام يظهر لحظة إطلاق الصواريخ على العاصمة دمشق
مكتب دمشق الإعلامي
