مخيم اليرموك ، القدم ، التضامن ، سيدي مقداد ، العسالي ، الحجر الأسود ، يلدا ، ببيلا ، بيت سحم ، سبينة ، الست زينب والكثير الكثير من الأسماء التي تكرر ذكرها على مسامعنا في الأيام الماضية والتي كانت تتصدر عناوين الأخبار كأحد المناطق المشتعلة على أطراف دمشق ..

 

دمشق الجنوبية ، والتي تحوي على أكثر من نصف مليون مدني و تعتبر ثاني أكبر معاقل الجيش الحر على أطراف دمشق ، تعيش اليوم أجواء حرب حقيقة من اشتباكات مستمرة وقصف عنيف يطال البشر والحجر فيها .

 

فبعد أن أجبرت كتائب الجيش الحر النظام الأسدي على الإنسحاب من أغلب المناطق في هذه الرقعة و بعد فشل الأخيرة باستعادة أي جزء منها ، أطبقت قوات النظام و شبيحته حصاراً كاملاً يهدف إلى عزلها عن محيطها و ليجبر من تبقى من السكان على النزوح من ديارهم ولاسيما مع استمرار القصف العنيف بشتى أنواع القذائف والاشتباكات المتقطعة التي تهدئ وتخمد من منطقة لأخرى .

 

منذ يومين شهدت مناطق دمشق الجنوبية تصعيداً عسكرياً جديداً من قبل قوات الأسد ، التي كثفت قصفها العنيف على أحياء الجنوب بشكل عام و العسالي و القدم وبيت سحم والمخيم و السبينة بشكل خاص والتي تعتبر أماكن الجبهات المفتوحة ، في حين يخف القصف بالمناطق الوسطى . 

 

إذ يحاول النظام تحت غطاء القصف العنيف اقتحام الجنوب ، و تقول الأنباء الواردة من تلك المناطق أنه قام بحشد أعداد كبيرة من الجنود مدعمة بالآليات العسكرية للاقتحام .

 

والذي يتم من عدة أماكن نذكرها:

 

1- حي التضامن : حيث اندلعت هناك اشتباكات عنيفة تصدى عناصر الجيش الحر خلالها لقوات الأسد وكبدهم خسائر كبيرة .

 

2- مداخل مخيم اليرموك وشارع 30 : تشهد هذه المداخل بشكل شبه يومي اشتباكات متقطعة ومعارك كر وفرّ ,زادت حدتها خلال اليومين الماضيين .

 

3- جورة الشريباتي ومدخل حي العسالي : إذ تصدى عناصر الجيش الحر لمحاولة الاقتحام خلال اليومين الماضيين وأفاد ناشطون بمقتل عدد كبير من جنود قوات النظام وتم أسر جندي واغتنام بعض الأسلحة ، واعترف الأسير بأن حشداً قوامه أكثر من ألف جندي مجهزاً بالقرب من مخفر القدم لاقتحام الحي من ذلك المحور.

مقطع يظهر جثة أحد جنود النظام الذين قضوا جراء الاشتباكات 

 

جانب من الاشتباكات المندلعة في المنطقة

 

 4- الذيابية (مساكن الذيابية ) : تحاول قوات النظام مدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني اقتحام البلدة من عدة محاور ( مساكن نجها ، الحسينية ، السيدة زينب ، البحدلية ) و يوجد في كل محور قرابة الـ 3 دبابات والمئات من الجنود التابعين للواء أبو الفضل العباس وميليشيات حزب الله العراقي واللبناني و مجموعات من جنسيات مختلفة نذكر منها اليمنية و الباكستانية.

واستطاع عناصر الحر التصدي لهم وتكبيدهم خسائر بشرية ومادية . 

 

وقد قام الجيش الحر اليوم بحصار مستشفى الخميني التي يتمركز داخلها قوات النظام وعناصر حزب الله واستطاعوا اقتحامها و قتل حوالي 7 عناصر من لواء أبو الفضل العباس و حزب الله وما تزال المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة جداً ، يذكر أن النظام قد قام بقصف المشفى بعد تحريرها من قبل الجيش الحر.

 

قصف مشفى الخميني بعد تحريرها

 

 5- بيت سحم ، عقربا : تصاعدت الإشتباكات في تلك المناطق خلال اليومين الماضيين بعد أن حاولت قوات النظام اقتحامها , فتصدى لها عناصر الجيش الحر الذين قاموا بضرب معاقل قوات الأسد التي حاولت الاقتحام بقذائف الهاون.

 

6- ببيلا ، محورا سيدي مقداد ومشروع الأندلس: استهدف عناصر الجيش الحر معاقل شبيحة النظام بقذائف الهاون ، وتشهد المنطقة اشتباكات متقطعة .

 

7 - بور سعيد ومدخل منطقة المادنية من جهة الأتستراد (القدم) : حيث تجددت الإشتباكات العنيفة في المنطقة واستطاع عناصر الجيش الحر أمس تدمير دبابة لجيش الأسد ، وبث ناشطون مقطعاً يظهر إحدى

الدبابات التي تحاول اقتحام المنطقة

 

 8- حجّيرة ، الست زينب : تدور اشتباكات عنيفة هناك على بعد 600 متر من مقام الست زينب ، حيث يقوم عناصر من لواء أبو الفضل العباس والحرس الثوري الإيراني بمحاولات لاستعادة عدة مناطق كان الحر قد بسط سيطرته عليها.

 

العشرات من الصواريخ و أكثر من 1000 قذيفة دكّت أحياء جنوب العاصمة منذ الأحد وحتى اليوم ، تنوعت ما بين قذائف دبابات و قذائف هاون و راجمات و صواريخ أرض أرض . 

 

ولم يغب الغطاء الجوي عن تلك المعارك ، فقد قام الطيران الحربي بشن عدة غارات استهدفت حي القدم مما تسبب بدمار هائل فيه. 

 

وتقوم قوات الأسد باستهداف الأحياء الجنوبية عبر أكثر من عشر نقاط في دمشق وريفها نذكر منها : 

 

1- ثكنة سفيان الثوري في الميدان .

2- جبل قاسيون .

3- جبال الفرقة الرابعة . 

4- جبال الفرقة الأولى في الكسوة .

5- جبل صهيا ويمتد على الحدود الجنوبية للمنطقة كاملة .

6- مدرسة الشهداء وفرع فلسطين .

7- فرع الدوريات في القزاز.

8- شارع نسرين في التضامن .

9- الدبابات المتواجدة على طريق مطار دمشق الدولي .

10- مطار المزة العسكري .

 

لحظة قصف الدبابات المتمركزة على جبل صهيا لأحياء الجنوب :

http://youtu.be/DCFA00CRXTM

 

قصف راجمات الصواريخ لحي الحجر الأسود :

 

 إحدى الدبابات التابعة لقوات الأسد ف منطقة بور سعيد أثناء قصفها للمنطقة 

 

 أما عن الوضع الإنساني ، فيزداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم مع ازدياد أعداد الشهداء والجرحى نتيجة القصف المستمر .

 

غصت المشافي الميدانية بالجرحى والمصابين ,حالة أغلبهم خطيرة وتحتاج لعناية فائقة.فيما نفّذ الطاقم الطبي المتواجد عدة عمليات جراحية و اضطر إلى بتر أعضاء

المصابين أحياناً لقلة الإمكانيات و كثرة الإصابات حسبما أفاد به أحد الأطباء العاملين هناك .

 

كما استشهد الطبيب الجراح الوحيد في مخيم اليرموك جراء القصف .

وأفاد ناشطون من منطقة القدم عن قيام قوات النظام مساء الثلاثاء باحتجاز العشرات من النساء والأطفال والرجال (حوالي 6 عائلات ) في حي القدم خلف قسم الهاتف بعد حملة مداهمات شنّتها في المنطقة ، وأرسلت تهديد مع أحد العجائز إلى الجيش الحر هناك باستخدام المدنيين كدروع بشرية في حال لم يتم تسليم جثث عناصر النظام الذين قضوا أثناء الاشتباكات العنيفة على أطراف حي العسالي أمس .

 

تجري كل تلك العمليات العسكرية في ظل نقص حاد بالمواد الطبية والإغاثية وانعدامها في بعض المناطق نتيجة الحصار الطويل الأمد المفروض على المنطقة منذ أشهر .

و وجهت النداءات للمنظمات الدولية والهلال الأحمر من أجل إدخال المعونات إلى تلك المناطق .

زج النظام الأسدي بالفصائل المقاتلة من الدول المجاورة و البعيدة نهاراً جهاراً ، و الحجة المعلن عنها هي حماية المقامات الدينية للشيعة.

 

وإن كان مقام السيدة زينب يقع تحت مرمى قذائف و نيران الجيش الحر منذ شهور طويلة ، إلا أن الحر لم يقصفه ولم يقم باستهدافه باي وسيلة متوفرة ، نافياً بشكل قاطع الحجج والمزاعم التي أُحضرت الكتائب الشيعية من أجلها.

ولعل الجريمة الكبرى اليوم هي إهمال مصير آلاف البشر في المنطقة و حرمانهم من كل متطلبات الحياة ، فمن الطبيعي اليوم أن لا يشعر المرء بالأمان في منطقة لا يهدء القصف عليها ولكن من غير الطبيعي أن يُحرم من الطعام والماء والأدوية وكل ما يعينه على تمضية يومه لينتظر اليوم الذي بات يحلم به في الخلاص من هذه الكارثة .