ريف دمشق، الهامة، خاص:
تقرير مكتب دمشق الإعلامي
:بالتعاون مع المكتب الإعلامي لبلدة الهامة
طوى الحصار على بلدة الهامة، الواقعة بريف دمشق، شهره الثالث على التوالي، مخلفاً بلدة خاوية الشوارع والأسواق، إلا من أهالي غاصت بطونهم جوعاً، وتعبت أجسادهم من قسوة الحصار.
ويتحدث ناشطو البلدة، عن نفاذ الطحين بشكل شبه كامل، وإغلاق الأفران أبوابها بالإضافة لغالبية المحال التجارية، التي قطعت البضائع عنها منذ أكثر من شهرين.
ويحاول أهالي الهامة، مصارعة الحصار بتأمين ما تيسر من قوت يومهم، من بعض المواد الغذائية المتوافرة بأسعار مضاعفة عن سعرها الحقيقي، يحصل عليها التجار من مدينة قدسيا المجاورة، بالإضافة لكميات قليلة من الطحين المخزن لدى البعض، ويخبز بطرق بدائية وسط انعدام مادة الغاز اللازمة للطهو.
وعلى صعيد المحروقات، المتجول في شوارع البلدة، يمكنه ملاحظة انعدام حركة مرور السيارات في الشوارع الرئيسية، بعد فقدان مادة البنزين، ومنع الحواجز دخوله بشكل نهائي، ويستعيض الأهالي عن الغاز، باستخداماتهم اليومية في الطهو وغيرها بالحطب، الذي بات يغطي ربع الاحتياجات المحلية.
إنسانياً، ألقى الحصار معاناته الأشد على المرضى، وتحديداً ذوي الأمراض المزمنة، الذين يضطرون لدفع مبالغ مضاعفة من أجل الحصول على الدواء، ناهيك عن افتقار الصيدليات لأبسط الأدوية الأساسية، في حين ما تزال المراكز الطبية تعاني ضعف من جميع النواحي، بدءً من الكوادر الطبية، إلى الأجهزة التي تحتاج صيانة دورية.
وفي الوقت الذي لم تثمر فيه جهود وجهاء البلدة حتى الآن لحل هذه الأزمة، تشهد الحواجز المؤدية من الهامة إلى العاصمة تحسناً طفيفاً، حيث يسمح بالعبور لموظفي القطاع العام دون أية قيود، خوفاً من تعطل مؤسسات نظام الأسد الإدارية، كما يسمح لطلاب المدارس والجامعات بالدخول والخروج من الهامة إلى دمشق، في المقابل تمنع الحواجز حركة الحافلات التي تقل الطلاب من وإلى البلدة، إضافة لاستمرارها بمنع المدنيين.
وتضاعفت أسعار المواد في الهامة بشكل جنوني، كما ذكرنا في بداية التقرير، حيث وصل سعر الكيلو غرام من الطحين، أكثر من من 350 ل.س، فيما يصل سعر ربطة الخبر إلى ما يقارب الـ250 ل.س، بينما تباع بـ50 ل.س، في العاصمة دمشق، وبلغ سعر كيلو السكر حوالي الـ350 ل.س، وسعر طن الحطب الذي استعاض به الأهالي عن باقي المحروقات إلى اكثر من 100 ألف ل.س، في حين يصل سعر ليتر البنزين 500 ل.س، والمازوت 400 ل.س.
وكانت قوات الأسد، سمحت لثلاث سيارات خضار دخول البلدة، منذ بداية الحصار،فيما لا تزال تمنع دخول كوادر الهلال الأحمر.
يشار إلى أن قوات الأسد تفرض حصارها على الهامة منذ تاريخ 12\7\2015، عقب اتهامهم ثوار الهامة وقدسيا باختطاف عسكري تابع لجيش الأسد، ويعيش في البلدة حوالي الـ35000 نسمة بينهم مئات العائلات النازحة من المناطق المشتعلة.
مكتب دمشق الإعلامي
