الغوطة الغربية، مكتب دمشق الإعلامي:
بقذيفة مدفعية سقطت على أحد الشوارع بلدة الطيبة بالغوطة الغربية أصيب الشاب مهند "25 عاما" إصابة بالغة قبل حوالي الشهرين أدت لأذية في الحزمة الوعائية الرئيسية لساقه، نقل على إثرها للمشفى.
لم يكن الفريق الطبي يمتلك حينها إلا ست ساعات لإنقاذ الشاب قبل أن يتفاقم وضعه.
وبعد نفاذ الخيارات كلها وعجز الفريق عن تأمين طريق لنقله وتأمين طبيب جراحة أعصاب، اضطر طبيب الجراحة الوحيد في المشفى إلى بتر ساقه.
ليكون مهند ضحية جديدة لقصور طبي شامل تعاني منه بلدات الغوطة الغربية على حد سواء.
تقسم بلدات الغوطة الغربية إلى قسمين، القسم الأول ،وهو الأكبر، يقع تحت سيطرة الجيش الحر وكتائب الثوار ،في حين يسيطر النظام السوري على القسم الآخر ويتحكم بطرقه عبر الحواجز.
تشهد العديد من بلدات الغربية قصفاً متقطعاً بين الحين والآخر، يسفر عن سقوط جرحى وقتلى في صفوف المدنيين. ومع سوء الطبابة ونقص المراكز الطبية، تتفاقم الكثير من الحالات لتصل إلى البتر أو العجز.
تعتبر بلدة الكسوة الأكثر حظاً من الجانب الطبي، وذلك لسيطرة النظام على أجزاء واسعة منها، حيث يتوافر فيها مشفى متعدد الاختصاصات.
أما بقية بلدات الغربية فهي تعاني من نقص كبير بالمراكز الطبية، وندرتها، وتقتصر على مركزين رئيسين، ونقاط متفرقة على الجبهات، وأخرى خاصة تقوم ببعض المهمات الطبية البسيطة كالقاحات والحقن.
كما يوجد مركز في خان الشيح، الا أن المسافة وصعوبة الطريق بالنسبة للجرحى يجعل الوصول إليه صعباً.
في حين لا يزيد عدد الأطباء المتخصصين في المنطقة عن العشرة.
تكمن الصعوبات في غياب الكوادر الطبية والاختصاصات الجراحية خاصة جراحة الأعصاب والأوعية
إضافة لضعف البنية التحتية، و قلة التجهيزات الطبية المتطورة وغيرها من أجهزة التصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي وغسيل الكلى وحواضن الأطفال وغيرها، حيث تقتصر الأجهزة الطبية على أجهزة التصوير بالأمواج الصوتية والتصوير الشعاعي البسيط.
وتأتي مشكلة غلاء أسعار المواد الطبية والأدوية، واحتكار تجار الحروب للبضائع الطبية والاستهلاكية في المرتبة الثالثة.
وعن أسباب الضعف الطبي الذي تعاني منه بلدات الغربية يقول الطبيب عامر : "الحصار المطبق على المنطقة، وازدياد القصف المتقطع للعديد من البلدات وكثرة الإصابات مع انعدام طريق الإمداد كلها أسباب شكلت ضغطاً كبيراً على النقاط الطبية والمشافي المتواجدة في المنطقة".
ويضيف :" نعاني من نقص كبير بالأدوية الطبية الرئيسية، وتوفيرها يستحيل مع انعدام طرق تأمينها للمناطق المحررة".
يقول تيم الشامي أحد ناشطي الغوطة الغربية :" يسمح لبعض الحالات الخاصة بالمدنيين بتحويل المريض لمشافي العاصمة، أو مشفى السلام على اتستراد درعا الجديد، إلا أن هذه الحالة تتطلب تدخل أحد المسؤولين في المنطقة من رئيس البلدية إلى مسؤول الحاجز أو قيادة المنطقة وحتى قد تتطلب موافقة من الفرقة الأولى".
ويكمل الشامي :" يتم نقل الجرحى في سيارة مدنية أو سيارة رئيس البلدية، وبعض الحالات يستلمها الهلال الأحمر بعد وصولها لحاجز الكبرة الفاصل بين الكسوة وباقي البلدات".
ويضيف:" إلا أن بعض الحالات يتم التدقيق في اسم المريض أو المصاب، ويتعرض للاعتقال إما عن طريق الحاجز أو من داخل المشفى، وسجلت عدة حالات لاعتقال المصابين معظمها انتهت بوفاتهم داخل المعتقلات أو المشافي العسكرية".
من ناحية أخرى وعلى الرغم من الفقر الطبي الذي تعيشه الغربية، إلا أن الفرق الطبية والناشطين الإغاثيين يسعون إلى تحسين الوضع قدر المستطاع، حيث سعوا إلى توفير وصفات طبية "راشتا" خاصة تصرف مجاناً للمرضى الذي لا يملكون سعر الأدوية، إضافة لقيامهم بالعديد من العمليات الجراحية الناجحة معتمدين على البدائل المتاحة و الإمكانيات المتوفرة.
لم يكن الوضع الطبي في الغوطة الغربية الا انعكاساً للأوضاع التي تعيشها المنطقة على جميع الأصعدة، بدءاً من الصعيد الاجتماعي، إلى صعيد الخدمات الأساسية وحتى الوضع الاقتصادي في ظل تواجد مئات العائلات النازحة من بلدات الريف الدمشقي المشتعلة.
صور تظهر أحد المراكز الطبية في الغوطة الغربية
مكتب دمشق الإعلامي